ضغط الدم المرتفع: أسبابه، أعراضه، وطرق السيطرة عليه – دليل شامل للمرضى

ضغط الدم المرتفع: أسبابه، أعراضه، وطرق السيطرة عليه – دليل شامل للمرضى

يُعتبر ارتفاع ضغط الدم (Hypertension) من أكثر المشكلات الصحية شيوعًا في العالم، حيث يُصيب نحو ثلث البالغين عالميًا. يُطلق عليه غالبًا "القاتل الصامت" لأنه قد يستمر لسنوات دون أعراض واضحة، ومع ذلك فهو يزيد بشكل كبير من خطر الإصابة بأمراض القلب، السكتات الدماغية، والفشل الكلوي. هذا المقال يقدم دليلًا علميًا وتثقيفيًا لفهم الضغط المرتفع: أنواعه، أسبابه، أعراضه، طرق التشخيص، والعلاج والوقاية.

مقياس ضغط الدم

ارتفاع ضغط الدم حالة صامتة لكنها خطيرة، وتستدعي المتابعة المنتظمة.

ما هو ضغط الدم؟

ضغط الدم هو القوة التي يمارسها الدم على جدران الشرايين أثناء ضخه من القلب. يُقاس عبر جهاز خاص يُعطي قراءتين:

  • الضغط الانقباضي (Systolic): القوة أثناء انقباض القلب (القيمة العليا).
  • الضغط الانبساطي (Diastolic): القوة أثناء ارتخاء القلب بين النبضات (القيمة الدنيا).

القيم الطبيعية عادة: 120/80 ملم زئبق. يُعتبر الضغط مرتفعًا إذا تجاوز 130/80 ملم زئبق بشكل متكرر.

رسم توضيحي للقلب والأوعية الدموية

أنواع ضغط الدم المرتفع

  • الضغط الأولي (Primary): الأكثر شيوعًا، يحدث تدريجيًا مع العمر ولا يُعرف له سبب محدد.
  • الضغط الثانوي (Secondary): ناتج عن حالة مرضية أخرى مثل أمراض الكلى، اضطرابات الغدة الكظرية، أو استخدام بعض الأدوية.

أسباب وعوامل الخطر

  • العمر: يزداد الخطر بعد سن الأربعين.
  • العوامل الوراثية والتاريخ العائلي.
  • السمنة وزيادة الوزن.
  • النظام الغذائي الغني بالملح والدهون.
  • قلة النشاط البدني.
  • التدخين وتناول الكحول.
  • التوتر المزمن.
  • أمراض مرافقة مثل السكري والكلى.
شخص يقيس ضغط الدم في المنزل

الأعراض المحتملة

غالبًا لا يُسبب ارتفاع ضغط الدم أعراضًا واضحة (ولهذا يسمى "القاتل الصامت"). لكن في بعض الحالات الشديدة قد تظهر:

  • صداع متكرر، خصوصًا صباحًا.
  • دوخة أو اضطراب في الرؤية.
  • خفقان القلب.
  • نزيف الأنف في بعض الحالات.

التشخيص والفحوص

يعتمد التشخيص على قياسات متكررة لضغط الدم باستخدام أجهزة دقيقة. بالإضافة إلى ذلك قد يطلب الطبيب:

  • تحاليل دم لفحص وظائف الكلى ومستوى الكولسترول.
  • فحص بول للكشف عن البروتين.
  • تخطيط القلب أو تصوير بالموجات فوق الصوتية عند الحاجة.

مضاعفات الضغط المرتفع

  • أمراض القلب (الذبحة الصدرية، قصور القلب).
  • السكتة الدماغية.
  • الفشل الكلوي المزمن.
  • اعتلال الشبكية وتهديد البصر.
  • تمدد الأوعية الدموية (Aneurysm).

طرق العلاج

العلاج غير الدوائي

  • اتباع حمية قليلة الملح وغنية بالخضروات (مثل حمية DASH).
  • ممارسة الرياضة 150 دقيقة أسبوعيًا.
  • الإقلاع عن التدخين وتقليل الكحول.
  • الحفاظ على وزن صحي.
  • إدارة التوتر عبر التأمل أو تمارين التنفس.

العلاج الدوائي

  • مدرات البول (Diuretics).
  • مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين (ACE inhibitors).
  • حاصرات مستقبلات الأنجيوتنسين (ARBs).
  • حاصرات قنوات الكالسيوم.
  • حاصرات بيتا.

الوقاية

  • الفحص الدوري كل سنة على الأقل بعد سن 40.
  • تقليل استهلاك الملح إلى أقل من 5 غرام يوميًا.
  • تناول الأطعمة الغنية بالبوتاسيوم (موز، بطاطس، سبانخ).
  • النوم الكافي (7–8 ساعات يوميًا).

الأسئلة الشائعة

هل يمكن الشفاء التام من ارتفاع الضغط؟

غالبًا لا، لكنه يمكن السيطرة عليه بالأدوية وتغيير نمط الحياة لتجنب المضاعفات.

هل الضغط المرتفع يسبب صداع دائم؟

ليس دائمًا، لكن الصداع أحد الأعراض التي قد تظهر في بعض الحالات.

هل يمكن قياس الضغط في المنزل بدقة؟

نعم باستخدام أجهزة إلكترونية موثوقة واتباع التعليمات، لكن يجب تأكيد النتائج عند الطبيب.

هل التوتر النفسي يرفع الضغط؟

نعم، التوتر المزمن يزيد من إفراز هرمونات مثل الأدرينالين التي ترفع الضغط مؤقتًا وقد تساهم في ارتفاعه المزمن.

الخلاصة: ارتفاع ضغط الدم مشكلة صامتة لكنها خطيرة إذا لم تُعالج. الفحص الدوري، نمط الحياة الصحي، والالتزام بالعلاج عند الحاجة عناصر أساسية للوقاية من مضاعفاته القلبية والدماغية والكلوية.

تنويه: هذا المقال للتثقيف الصحي ولا يغني عن استشارة الطبيب المختص لتشخيص الحالة ووصف العلاج المناسب.

تعليقات