دور الميكروبات النافعة في صحة الإنسان

دور الميكروبات النافعة في صحة الإنسان

تعيش داخل أجسامنا وعلى أسطحها تريليونات من الكائنات المجهرية، أهمها البكتيريا النافعة التي تُكوّن ما يُعرف بالميكروبيوم. هذا المجتمع الميكروبي ليس مجرد “ركّاب” بل يشارك بنشاط في الهضم، وصناعة الفيتامينات، وتنظيم المناعة، وحتى التأثير على المزاج.

أنواع الميكروبات النافعة

أكثر الأنواع حضورًا في الأمعاء تنتمي إلى شعبتين رئيستين: العتائق البكتيرية Firmicutes والبكتيروديتيس Bacteroidetes، إضافة إلى أجناس معروفة مثل Lactobacillus وBifidobacterium. تختلف النِّسب بين الأشخاص تبعًا للعمر، والنظام الغذائي، والبيئة، واستعمال المضادات الحيوية.

  • Lactobacillus: تفرز حمض اللبنيك وتساعد في تثبيط نمو الجراثيم الضارة.
  • Bifidobacterium: تساهم في هضم الألياف وإنتاج أحماض دهنية قصيرة السلسلة.
  • Faecalibacterium prausnitzii: مرتبطة بصحة بطانة الأمعاء وخصائص مضادة للالتهاب.

كيف تعمل داخل الأمعاء؟

تعتمد الفائدة على ثلاث آليات رئيسية: (1) التمثيل الغذائي عبر تكسير الألياف إلى SCFAs مثل البوتيرات التي تُغذّي خلايا القولون؛ (2) المنافسة الحيوية مع الممرضات على الغذاء ومواقع الالتصاق؛ (3) تعديل البيئة بخفض درجة الحموضة وإنتاج مواد مثبطة للجراثيم الضارة.

تلعب الأحماض الدهنية قصيرة السلسلة دورًا محوريًا: فهي تُحسّن إحكام الوصلات بين خلايا بطانة الأمعاء، وتقلل نفاذية الجدار، وتوفّر طاقة محلية للخلايا الظهارية.

العلاقة مع الجهاز المناعي

يتفاعل الميكروبيوم مع المناعة عبر مستقبلات التعرف النمطي (TLRs وNOD)، ما يحفّز توازنًا بين الاستجابة والتهدئة. وجود تنوّع ميكروبي كافٍ يشجع نمو خلايا T التنظيمية وإنتاج السيتوكينات المضادة للالتهاب مثل IL-10، ويقلل فرط التفاعل المناعي.

اختلال التوازن (Dysbiosis) ارتبط بأمراض مثل متلازمة القولون العصبي، داء الأمعاء الالتهابي، الحساسية، والسمنة؛ ليس كسبب وحيد دائمًا، لكنه عامل مساهم مهم.

أثر التغذية ونمط الحياة

  • الألياف القابلة للتخمّر (الشوفان، البقول): تغذي البكتيريا المنتِجة للـSCFAs.
  • الأطعمة المخمّرة (اللبن، الكفير): مصدر لبكتيريا نافعة جاهزة.
  • التنوّع الغذائي: كلما تنوّعت النباتات في نظامك، زاد تنوّع الميكروبيوم.
  • المضادات الحيوية: استعمال غير ضروري قد يُفقر الميكروبيوم مؤقتًا.
  • النوم والإجهاد: اضطرابهما ينعكس على الميكروبيوم عبر محور الأمعاء–الدماغ.

المكملات البروبيوتيكية مفيدة في حالات محددة (إسهال ما بعد المضادات، بعض أشكال القولون العصبي)، لكن تأثيرها يعتمد على السلالة والجرعة والاستمرارية.

خطوات عملية للحفاظ على ميكروبيوم صحي

  1. 30 غرامًا من الألياف يوميًا من مصادر طبيعية.
  2. إدراج خضروات وفواكه بألوان متعددة أسبوعيًا.
  3. تقليل السكريات المضافة والدهون المتحوّلة.
  4. الاكتفاء بالمضادات الحيوية عند الحاجة الطبية فقط.
  5. النشاط البدني والنوم الكافي لتثبيت الإيقاع الحيوي.

صور توضيحية


بكتيريا نافعة تحت المجهر (Unsplash).
إعدادات مخبرية لدراسة الميكروبيوم.
نمط حياة صحي يدعم توازن الميكروبيوم
التغذية والتوازن اليومي ينعكسان على صحة الأمعاء.

أسئلة شائعة

هل البروبيوتيك يغني عن الطعام الغني بالألياف؟

لا. البروبيوتيك قد يساعد، لكن البريبايوتيك (الألياف) هو الوقود الأساسي للبكتيريا النافعة.

متى ألاحظ تحسنًا؟

عادةً خلال 2–6 أسابيع من الالتزام بنظام غني بالألياف وتنوّع غذائي جيد.

الخلاصة: الميكروبيوم شريك أساسي في الصحة. يدعمه غذاء متوازن ونمط حياة جيد، ويتضرر من الإفراط في المضادات وسوء التغذية.

تعليقات