أعراض التهاب المفاصل وطرق علاجه
مقدمة
يعد التهاب المفاصل من الحالات المزمنة التي تصيب العديد من الأشخاص حول العالم، وتؤثر بشكل كبير على جودة حياتهم، إذ يسبب التهاب المفاصل ألمًا وتيبسًا في المفاصل قد يعيق حركة المصابين وقدرتهم على ممارسة الأنشطة اليومية. تنتج الحالة عن مجموعة متنوعة من العوامل، وتتعدد أنواعها، ومن أبرزها التهاب المفاصل الروماتويدي وهشاشة العظام. في هذا المقال، سنتناول أعراض التهاب المفاصل، أسبابه، وطرق علاجه المختلفة التي تشمل الأدوية، العلاجات الطبيعية، ونمط الحياة.
أنواع التهاب المفاصل وأسبابه

هناك أكثر من 100 نوع من التهاب المفاصل، لكن هناك نوعان رئيسيان: التهاب المفاصل الروماتويدي وهشاشة العظام (الفصال العظمي).
- التهاب المفاصل الروماتويديهو اضطراب مناعي ذاتي حيث يهاجم الجهاز المناعي المفاصل، ما يؤدي إلى التهاب الغشاء المفصلي الذي يغطي المفصل ويسبب تلف الغضروف والعظام. يُعدّ سبب التهاب المفاصل الروماتويدي غير معروف تمامًا، ولكن يُعتقد أن العوامل الوراثية والتعرض لبعض العوامل البيئية مثل التدخين قد تزيد من خطر الإصابة.
- هشاشة العظام (الفصال العظمي)يعتبر الفصال العظمي أكثر شيوعًا، ويحدث نتيجة التآكل التدريجي للغضروف الذي يغطي نهايات العظام عند المفاصل. ويزداد احتمال الإصابة مع تقدم العمر، كما تلعب العوامل الوراثية والإصابات السابقة دورًا مهمًا في حدوثه.
أعراض التهاب المفاصل
تتفاوت أعراض التهاب المفاصل تبعًا لنوعه، إلا أن الأعراض الأكثر شيوعًا تشمل:
- الألم المفصلييُعتبر الألم أبرز أعراض التهاب المفاصل، ويزداد عادةً عند القيام بأي حركة. يكون الألم في حالة هشاشة العظام في المفصل المصاب فقط، بينما يظهر في عدة مفاصل لدى المصابين بالتهاب المفاصل الروماتويدي.
- التورم والاحمراريحدث التورم نتيجة الالتهاب في المفاصل، ويمكن أن يصاحبه احمرار حول المنطقة المتضررة. يُعتبر هذا العرض شائعًا لدى مرضى التهاب المفاصل الروماتويدي.
- تيبس المفاصليعاني المصابون من صعوبة في تحريك المفاصل، خاصةً في الصباح، ما يعرف بـ"تيبس الصباح". ويكون التيبس أكثر وضوحًا وطولًا في التهاب المفاصل الروماتويدي مقارنة بهشاشة العظام.
- انخفاض القدرة الحركيةتؤدي حالة التهاب المفاصل المزمنة إلى انخفاض مرونة المفصل، ما يؤثر على القدرة الحركية ويقلل من نطاق حركة المصاب.
- تشوه المفاصليؤدي التهاب المفاصل الروماتويدي أحيانًا إلى تشوهات في المفاصل نتيجة تلف الغضروف والعظام، ما يؤثر على شكل المفصل ووظيفته.
تشخيص التهاب المفاصل
يشمل التشخيص عددًا من الخطوات لتحديد نوع الالتهاب، وأبرز وسائل التشخيص:
- الفحص السريرييتضمن فحص المفاصل المتورمة، وتقييم مرونة الحركة وتحديد شدة الألم.
- التحاليل المخبريةيمكن لتحاليل الدم أن تساعد في الكشف عن وجود التهاب أو اضطرابات مناعية، مثل فحص العامل الروماتويدي (RF) ومعدل الترسيب (ESR).
- التصوير بالأشعةتساعد الأشعة السينية، التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI)، والتصوير بالموجات فوق الصوتية في توضيح حالة العظام والمفاصل وتقييم تلف الغضروف والمفاصل.
العلاجات الدوائية لالتهاب المفاصل
يعتمد العلاج الدوائي على نوع الالتهاب وشدة الأعراض، وتتضمن العلاجات:
- مضادات الالتهاب غير الستيرويدية (NSAIDs)تساعد هذه الأدوية مثل الإيبوبروفين والنابروكسين في تخفيف الألم وتقليل الالتهاب. لكن يجب الحذر من استخدامها لفترات طويلة لتجنب آثارها الجانبية مثل مشاكل الجهاز الهضمي.
- المسكناتيُستخدم الأسيتامينوفين كمسكن للألم الخفيف إلى المتوسط، ويُعتبر أكثر أمانًا من مضادات الالتهاب للاستخدام طويل الأمد.
- الكورتيكوستيرويداتتعمل الكورتيكوستيرويدات، مثل البريدنيزون، على تخفيف الالتهاب والألم بشكل فعال، وتُستخدم أحيانًا في حالات التهاب المفاصل الروماتويدي. يجب استخدام هذه الأدوية بحذر وتحت إشراف طبي نظرًا لآثارها الجانبية المحتملة.
- الأدوية المعدلة للمرض (DMARDs)تُستخدم هذه الأدوية بشكل خاص في علاج التهاب المفاصل الروماتويدي، حيث تعمل على تقليل نشاط الجهاز المناعي وإبطاء تقدم المرض. تشمل الأدوية مثل ميثوتريكسات وهيدروكسي كلوروكوين.
- العلاجات البيولوجيةتستهدف العلاجات البيولوجية مثل الإنفليكسيماب والإيتانيرسيبت مكونات الجهاز المناعي المتسببة في الالتهاب، وتُعتبر فعالة في حالات التهاب المفاصل الروماتويدي.
العلاجات الطبيعية والمنزلية
إلى جانب الأدوية، تُعتبر العلاجات الطبيعية والمنزلية من الحلول التي تُساعد في تخفيف الألم وتحسين حالة المصابين بالتهاب المفاصل، ومن أهم هذه الطرق:
- التمارين الرياضيةتُعتبر التمارين الخفيفة مثل المشي والسباحة واليوغا مفيدة للحفاظ على مرونة المفاصل وتقوية العضلات المحيطة بها. تساعد التمارين أيضًا في تحسين الحالة النفسية والحد من التيبس.
- التدليك والعلاج الحراري والبارديُسهم التدليك في تحسين تدفق الدم وتقليل التشنج العضلي حول المفصل. كما يمكن استخدام العلاج الحراري لتخفيف الألم والتيبس، في حين يُستخدم العلاج البارد لتقليل التورم والالتهاب.
- فقدان الوزنيلعب الوزن الزائد دورًا في زيادة الضغط على المفاصل، ما يزيد من تفاقم الأعراض. يساعد فقدان الوزن في تخفيف العبء عن المفاصل، خصوصًا في الركبتين.
- اتباع نظام غذائي صحيقد يساعد اتباع نظام غذائي غني بالأوميغا-3 الموجود في الأسماك الدهنية، ومضادات الأكسدة الموجودة في الفواكه والخضروات في تقليل الالتهاب. يُفضل تجنب الأطعمة المصنعة والسكريات التي قد تساهم في زيادة الالتهاب.
العلاجات التكاملية والمكملات الغذائية
أظهرت بعض العلاجات التكميلية والمكملات الغذائية نتائج واعدة في تخفيف أعراض التهاب المفاصل، وتشمل:
- الزيوت الطبيعيةمثل زيت الزيتون وزيت السمك الذي يحتوي على الأوميغا-3، حيث يمكن أن يقلل الالتهاب ويحسن من حالة المفاصل.
- المكملات الغذائيةأثبتت مكملات مثل الجلوكوزامين وشوندرويتين فعاليتها في تحسين حالة الغضروف وتخفيف الألم، إلا أنه يجب استخدامها بعد استشارة الطبيب.
- الأعشاب الطبيعيةمثل الكركم والزنجبيل، إذ أظهرت بعض الدراسات أن هذه الأعشاب تحتوي على مضادات التهاب طبيعية يمكن أن تساعد في تخفيف أعراض التهاب المفاصل.
الجراحة كخيار لعلاج التهاب المفاصل

في حالات متقدمة من التهاب المفاصل، قد يصبح التدخل الجراحي ضروريًا، خاصة عندما تتعرض المفاصل للتلف الشديد، ومن أنواع الجراحات:
- استبدال المفصلفي حالات التهاب المفاصل المتقدمة، يمكن استبدال المفصل المتضرر بمفصل صناعي، خاصةً في الركبتين والوركين.
- تنظيف المفصل وتنظير المفصليمكن أن تُجرى عمليات تنظيف وتنظير للمفصل لإزالة الأنسجة التالفة وتخفيف الألم وتحسين الحركة.
- دمج المفاصليُستخدم هذا الإجراء لتثبيت المفاصل في بعض الحالات لتخفيف الألم عند عدم استجابة المفصل للعلاجات الأخرى.
التعايش مع التهاب المفاصل ونمط الحياة
يُعدّ التعايش مع التهاب المفاصل جزءًا مهمًا من العلاج. يمكن للمرضى اتباع بعض الإرشادات للحد من تأثير المرض على حياتهم اليومية:
- إدارة التوتريساعد تقليل التوتر والقلق في تحسين الحالة النفسية، وقدرة المصابين على التعايش مع الألم المزمن.
- الالتزام بالعلاج الطبيعييُعتبر العلاج الطبيعي فعّالًا في تحسين مرونة المفاصل وتقليل التيبس.
- تطوير نظام نوم صحييسهم النوم الجيد في تحسين الحالة الصحية العامة للجسم ويساعد في التعامل مع الألم والتعب الناجمين عن التهاب المفاصل.
خاتمة
يمثل التهاب المفاصل تحديًا كبيرًا للمصابين به، لكن مع التطور في مجال العلاجات الطبية والتكميلية، أصبحت إدارة الأعراض والحد من التدهور أمرًا ممكنًا. من المهم الالتزام بخطة العلاج الشاملة التي تشمل الأدوية، التمارين، التغذية، والعلاجات التكميلية لضمان جودة حياة أفضل والحد من تقدم المرض