%20(1088%20x%20653%20px)%20(2).png)
مقدمة
سكري الحمل هو نوع من السكري يظهر لأول مرة خلال فترة الحمل. تتعرض النساء المصابات به لزيادة في مستويات السكر في الدم، مما يؤدي إلى تأثيرات على صحتهن وصحة أطفالهن. على الرغم من أن سكري الحمل غالبًا ما يختفي بعد الولادة، إلا أنه يزيد من خطر إصابة الأم بالسكري من النوع الثاني في المستقبل. كما قد يؤثر سلبًا على صحة الجنين إذا لم يتم التحكم فيه بالشكل المناسب.
أسباب سكري الحمل
تنجم الإصابة بسكري الحمل عن تغيرات هرمونية تحدث خلال الحمل. أثناء فترة الحمل، يفرز الجسم كميات متزايدة من هرمونات تعزز نمو الجنين، لكنها في الوقت نفسه قد تعوق عمل الأنسولين، وهو الهرمون المسؤول عن تنظيم مستويات السكر في الدم. يصبح الجسم غير قادر على استخدام الأنسولين بفعالية، مما يؤدي إلى ارتفاع مستويات السكر في الدم.
تشمل الأسباب المحتملة لسكري الحمل:
التغيرات الهرمونية: كما ذكرنا، تؤدي الهرمونات المفرزة أثناء الحمل إلى تقليل حساسية الخلايا للأنسولين، مما يرفع من مستوى السكر في الدم.
زيادة الوزن: النساء اللاتي يعانين من زيادة في الوزن قبل الحمل يكن أكثر عرضة للإصابة بسكري الحمل. الدهون الزائدة تعوق استجابة الجسم للأنسولين.
العوامل الوراثية: إذا كان لدى المرأة تاريخ عائلي للإصابة بالسكري، قد تزيد فرصة إصابتها بسكري الحمل.
العمر: النساء اللاتي يتجاوزن سن 25 عامًا أكثر عرضة للإصابة بسكري الحمل مقارنة بمن هم أصغر سنًا.
أعراض سكري الحمل
على الرغم من أن سكري الحمل قد لا يسبب أعراضًا واضحة في البداية، إلا أن هناك بعض الأعراض التي يمكن أن تظهر وتشير إلى احتمالية الإصابة به. تشمل هذه الأعراض:
العطش المفرط: إذا كانت المرأة تشعر بالعطش المستمر، فقد يكون ذلك نتيجة ارتفاع مستويات السكر في الدم.
التبول المتكرر: ارتفاع السكر في الدم يزيد من حاجة الجسم للتبول، حيث يحاول الجسم التخلص من السكر الزائد.
التعب والإرهاق: قد تشعر المرأة بالتعب الشديد، حتى مع القيام بأعمال يومية بسيطة، نتيجة عدم قدرة الجسم على استخدام السكر بشكل فعال كمصدر للطاقة.
عدم وضوح الرؤية: من الممكن أن يؤدي ارتفاع السكر في الدم إلى تأثيرات مؤقتة على الرؤية.
ملاحظة:
ليس كل من يعانين من هذه الأعراض مصابات بسكري الحمل، ولكنها قد تكون علامات تحتاج إلى إجراء فحوصات للتحقق من مستويات السكر في الدم.
العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بسكري الحمل
هناك عدة عوامل تزيد من احتمال الإصابة بسكري الحمل، منها:
الوزن الزائد: النساء اللواتي يعانين من السمنة قبل الحمل يكون لديهن فرصة أكبر للإصابة بسكري الحمل.
التاريخ العائلي: إذا كان هناك تاريخ للإصابة بالسكري في العائلة، فإن احتمالية الإصابة بسكري الحمل تزيد.
العمر المتقدم للحمل: النساء اللاتي يحملن بعد سن 35 يكن أكثر عرضة للإصابة بسكري الحمل.
الحمل السابق المصحوب بسكري الحمل: إذا أصيبت المرأة بسكري الحمل في حمل سابق، فإنها تكون أكثر عرضة للإصابة به في الحمل التالي.
العرق: بعض الدراسات تشير إلى أن النساء من بعض الأعراق، مثل الآسيويات والأفريقيات والأمريكيات من أصل لاتيني، يكن أكثر عرضة للإصابة بسكري الحمل.
تأثير سكري الحمل على الأم والجنين
إذا لم يتم التحكم في سكري الحمل، فقد يؤدي إلى مضاعفات صحية خطيرة لكل من الأم والجنين.
تأثيره على الأم:
زيادة خطر الولادة القيصرية: قد تزيد فرص الولادة القيصرية بسبب كبر حجم الجنين.
ارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل: يمكن أن يزيد سكري الحمل من خطر الإصابة بحالة ارتفاع ضغط الدم الحملي، مما قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة.
زيادة خطر الإصابة بالسكري من النوع الثاني: النساء اللاتي يصبن بسكري الحمل يكن أكثر عرضة للإصابة بمرض السكري من النوع الثاني في المستقبل.
تأثيره على الجنين:
زيادة حجم الجنين: نتيجة ارتفاع مستويات السكر في دم الأم، يتم تمرير السكر إلى الجنين عبر المشيمة، مما يؤدي إلى نمو الجنين بشكل مفرط.
الولادة المبكرة: النساء المصابات بسكري الحمل قد يكن أكثر عرضة للولادة المبكرة، مما يعرض الجنين لخطر مشكلات صحية متعلقة بالنمو.
انخفاض مستوى السكر في الدم عند الولادة: قد يعاني بعض الأطفال المولودين لأمهات مصابات بسكري الحمل من انخفاض مستويات السكر في الدم بعد الولادة، وهو ما يتطلب متابعة طبية فورية.
مضاعفات تنفسية: قد يعاني الجنين من مشكلات تنفسية عند الولادة بسبب النمو السريع للرئتين.
تشخيص سكري الحمل
عادةً ما يتم تشخيص سكري الحمل خلال الفترة بين الأسبوع 24 والأسبوع 28 من الحمل عبر اختبار تحمل الجلوكوز الفموي (OGTT). يتضمن هذا الاختبار شرب محلول يحتوي على الجلوكوز، ثم قياس مستويات السكر في الدم بعد ساعة أو ساعتين. إذا كانت مستويات السكر في الدم مرتفعة، يمكن أن يشير ذلك إلى وجود سكري الحمل.
علاج سكري الحمل
على الرغم من أن سكري الحمل قد يشكل تحديًا، إلا أن هناك العديد من الطرق التي يمكن من خلالها السيطرة عليه لضمان سلامة الأم والجنين.
المراقبة المنتظمة لمستوى السكر في الدم: يتعين على النساء المصابات بسكري الحمل قياس مستويات السكر في الدم بانتظام لضمان بقائها ضمن المعدل الطبيعي.
اتباع نظام غذائي صحي: يلعب النظام الغذائي دورًا حاسمًا في إدارة سكري الحمل. يجب التركيز على تناول الأطعمة الغنية بالألياف مثل الفواكه والخضروات، والابتعاد عن السكريات والكربوهيدرات المكررة.
ممارسة الرياضة بانتظام: النشاط البدني، مثل المشي أو السباحة، يساعد على تحسين حساسية الجسم للأنسولين وتنظيم مستويات السكر في الدم.
تناول الأدوية إذا لزم الأمر: في بعض الحالات، قد يصف الطبيب الأنسولين أو أدوية خفض السكر في الدم إذا لم تكن التغييرات في النظام الغذائي والنشاط البدني كافية للتحكم في مستويات السكر.
الوقاية من سكري الحمل
على الرغم من عدم وجود وسيلة مؤكدة للوقاية من سكري الحمل، يمكن اتخاذ بعض الإجراءات لتقليل خطر الإصابة به، منها:
الحفاظ على وزن صحي قبل الحمل: يمكن أن يساهم الحفاظ على وزن صحي قبل الحمل في تقليل خطر الإصابة بسكري الحمل.
اتباع نظام غذائي متوازن: يجب تناول وجبات غذائية متوازنة تشمل الفواكه، الخضروات، البروتينات الصحية، والحبوب الكاملة.
ممارسة التمارين الرياضية: النشاط البدني المنتظم يساعد على تحسين استجابة الجسم للأنسولين وتقليل خطر الإصابة بسكري الحمل.
الخلاصة
سكري الحمل هو حالة صحية تتطلب اهتمامًا ورعاية دقيقة خلال فترة الحمل. من المهم أن تكون النساء الحوامل على دراية بعوامل الخطر والأعراض المرتبطة بهذه الحالة، وأن يتبعن إرشادات الطبيب بشأن التشخيص والعلاج. من خلال اتباع نظام غذائي صحي، ممارسة الرياضة، والمراقبة المنتظمة لمستويات السكر في الدم، يمكن للنساء المصابات بسكري الحمل أن يحظين بحمل صحي ويقللن من خطر المضاعفات الصحية لهن ولأطفالهن.